رونالدينيو في الباراغواي.. عصفور برازيلي في “قفص ذهبي”

متابعة بتجـــــــــرد: صالون لممارسة كرة القدم، وجبات طعام في فندق فارغ وقاعة لياقة بدنية.. قايض نجم كرة القدم البرازيلية السابق رونالدينيو سجنه في الباراغواي بمقر فاخر، حيث ينتظر في إقامته الجبرية انتهاء التحقيقات في قضية استخدامه جواز سفر مزوراً.
بعد نحو شهر وراء القضبان، وصل حامل الكرة الذهبية السابق في 7 أبريل إلى فندق بالماروغا المعاد تأهيله أخيراً عام 2019، والواقع في مبنى مشيّد مطلع القرن الـ20 في عاصمة الباراغوي أسونسيون.
يقطن رونالدو دي أسيس موريرا وشقيقه روبرتو في جناحين مميزين، تبلغ كلفة كل منهما 350 دولاراً أمريكياً بحسب مدير الفندق إميليو يغروس.
وكان أحد القضاة المكلفين بالقضية قد أوضح أن محامي رونالدينيو عرضوا كفالة بقيمة 1.6 مليون دولار لإطلاق سراح الشقيقين، وقبلها القضاء.
وأوقف رونالدينيو (40 عاماً) وشقيقه في السادس من مارس الماضي في أسونسيون، بعد اتهامهما بدخول الباراغواي بجوازي سفر مزورين.
ووصل رونالدينيو وشقيقه إلى أسونسيون قبلها بيومين قادمين من البرازيل وأحضرا جوازي سفرهما لشرطة الهجرة التي لم تلاحظ على الفور أي مشكلة في الوثائق.
بعد ساعات، عندما تم التنبه لموضوع التزوير داهمت الشرطة الفندق الذي يقيم فيه اللاعب، حيث يروّج لكتاب وحضور مؤتمرات ترعاها جمعيات خيرية تهتم بالأطفال المحرومين، وعثرت على جوازي السفر المزورين.
وقال رونالدينيو في التحقيقات إنه أخذ جوازي السفر من أشخاص دعوه لحضور مؤتمرات ترعاها جمعيات خيرية تعمل مع الأطفال المحرومين.
وتم القبض على رجل أعمال برازيلي متورط في القضية، بينما وضعت امرأتان من الباراغواي قيد الإقامة الجبرية، كما أدى الموضوع إلى استقالة مدير إدارة الهجرة في البلاد.
الابتسامة دوماً
وبسبب تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، الذي أدى إلى إصابة 161 شخصاً ووفاة 8 في الباراغواي، لا يحق لصانع اللعب السابق استقبال الزوار في الفندق، فيما لا يوجد نزلاء آخرون.
منذ ذاك الوقت، يمضي بطل العالم 2002 وقته في قاعة اللياقة البندية وممرات الفندق البالغة مساحته 6 آلاف متر مربع.
تابع مدير الفندق “أمس، جلبنا له كرة قانونية. قدمنا له صالوناً بطول 30 متراً وعرض 15 متراً تقريباً، كي يلعب الكرة”.
أضاف “هو شخص جيد، يبتسم دوماً على غرار شقيقه. أصبح وجهه مختلفاً تماماً عن يوم قدومه، عندما كان مرهقاً ومتوتراً”.
وقد ساهم حضور رونالدينيو صاحب الشهرة العالمية في تغيير طريقة عمل الموظفين، الذين يتلقون كماً هائلاً من الاتصالات من إعلاميين في مختلف أنحاء العالم لإجراء مقابلة مع رونالدينيو.
دعوه وشأنه
يروي مدير الفندق “يوم الجمعة العظيم تناولت الفطور معهما بحضور قنصل البرازيل. لا يفقد رونالدينيو حسه الفكاهي ويطلق النكات خلال المحادثات”، مستبعداً شائعات تحدثت عن تدخل نادي برشلونة الإسباني لاستقبال الفندق للشقيقين.
شرح “إنها مجرد مصادفة” أن يكون أصحاب الفندق من كاتالونيا. وبالنسبة لسيرجيو كيروز محامي رونالدينيو، فإن احتجازه “غير قانوني ومسيء”.
وتابع أن اللاعب السابق وشقيقه “لم يعرفا أن الوثائق غير قانونية”.
تدخّل النجم الأرجنتيني السابق خورخي فالدانو قائلاً في حديث صحفي “دعوا رونالدينيو وشأنه. المكان الوحيد الذي كان فيه مدمّراً هو أرض الملعب. أن تكون مجرماً شيء، وأن تكون غبياً كما قال محاميه شيء آخر”.
خلافاً لذلك، تؤكد المدعية العامة في القضية أليسيا سابريسا لفرانس برس “كانا يعلمان”، ويركز التحقيق على تحديد ما إذا كان رونالدينيو قد استُخدم أو على علم بأية أنشطة غير قانونية مرتبطة بقدومه إلى الباراغواي.
تابعت القاضية “في هواتفهما التي قمنا بتحليلها، وجدنا محادثات مع الشقيق روبرتو تم التطرق فيها لهذه الوثائق”، مشيرة إلى أن “رونالدينيو لا يستطيع ألا يعلم. لا يمكنه التذرع بحسن النية”.
وحتى إذا كان التحقيق سيستمر حتى 6 أشهر، من المرجح أن ينال الشقيقان إطلاق سراح مشروط بمجرد استئناف النشاط الإداري، المشلول حالياً بسبب وباء كورونا، بحسب ما أشارت مصادر قضائية لفرانس برس.