أخبار عاجلة
ساركوزي يروي أسراره مع الطلاق والسياسة

ساركوزي يروي أسراره مع الطلاق والسياسة

متابعة بتجـــــــــــرد: بعد سبع سنوات من نهاية ولايته الرئاسية، عاد الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي إلى الواجهة، من خلال كتاب جديد صدر الخميس الماضي تحت عنوان “الشغف”.

والكتاب أقرب الى المذكرات، ذلك أنه تضمّن وفق المقتطفات التي نشرتها مجلة لوبوان ذكريات شخصية للرئيس، ومواقفه من شخصيات سياسية معروفة في فرنسا ومؤثرة في الحياة السياسية، لعلّ أبرزها الرئيس ايمانويل ماكرون وزوجته بريجيت. كما تحدث ساركوزي أيضا عن طليقته سيسيليا وصديقه فرانسوا فيون الذي وصفه بالحقود وغير الوفي.

جاءت معظم الفقرات التي كتبها نيكولا ساركوزي عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ايجابية جدا، حتى انه عبر عن تأثره العميق لقرار الرئيس إرسال دراجتي شرطة من أجل مرافقة موكب ومراسم جنازة والدته في ديسمبر 2017. كما وصف العشاء الذي جمع عائلتيهما في صيف 2017 بـ”اللطيف”، وان بريجيت قالت له “شعرت دوما بالتعاطف معك ولست نادمة على ذلك”.

رئيس شاب وزوجته واعية

وأضاف ساركوزي في كتابه متحدثا عن الرئيس “إن كان الشباب ورقة رابحة للوصول الى السلطة، فإنه يشكل نقطة ضعف خلال الممارسة، أنا والرئيس ايمانويل ماكرون والرئيس فاليري جيسكار ديستان واجهنا هذا التناقض”.

وأصبح ساركوزي رئيسا في الـ52 من عمره، بينما تولى جيسكار ديستان الحكم في الـ48، ويأمل الرئيس السابق ان يحل الرئيس الحالي هذا التناقض بشكل افضل منه ومن سابقيه.

ووصف ساركوزي السيدة الفرنسية الأولى بـ”المخلصة والبسيطة”، وقال انها امرأة نوعية. وأضاف “انا معجب جدا بالتزامها مع زوجها والوعي الذي تمارس به دورها”.

وجاءت تعليقات ساكوزي ممتلئة بعبارات الثناء، رغم ان العلاقة بينه وبين بريجيت ماكرون لم تكن دوما جيدة، حيث ذكرت مجلة لوبوان أن زوج كارلا بروني ادلى بتصريحات مسيئة للرئيس وزوجته في مايو 2016.

كنت أظنه وفياً

انتظر نيكولا ساركوزي الصفحات الأخيرة من مذكراته للحديث عن علاقته برئيس وزرائه السابق فرانسوا فيون، حيث اشار إلى انه كان يراه جادا وكفؤا ومتماسكا، وانه كان يعتقد انه وفي، لكن النهاية كانت غير ذلك، إذ يؤكد ساركوزي انه كان يعاني جرحا عميقا، وان صورته الظاهرية تختلف تماما عما يختلج في اعماقه. واضاف “يبدو فيون هادئا وحصيفا ومتزنا، لكنه في الحقيقة أداة هدم وحقود”.

طلاق بعد الفوز

رزق ساركوزي بنجله لويس من سيسيليا ساركوزي، التي ارتبطت لاحقا برجل الأعمال أتياس بعد طلاقهما في 15 اكتوبر 2007، أي بعد شهور فقط من دخول الزوجين قصر الإليزيه وبعد أكثر من عشرين عاما من بداية قصة حبهما.

واعترف ساركوزي في كتابه بالأثر السلبي الذي خلّفه خبر طلاقه، وقال إنه زعزع استقرار الفرنسيين، كما تطرق أيضا إلى محاولاته إنقاذ علاقته الزوجية بانتقاله الى الولايات المتحدة في صيف 2007 لمدة عشرة أيام.

وكانت سيسيليا قد امتنعت عن التصويت لمصلحته في الدور الثاني من الانتخابات التي جرت في 6 مايو من العام نفسه ليتم فيما بعد الاعلان عن الطلاق في الاعلام.

وقال ساركوزي في كتابه إن موقف سيسيليا أذهله، وانه لم يتوقعه ولم يفهم مسبباته، لكنه شعر بالراحة يوم اعلان الطلاق وبانه تحرر من “ثقل كبير” بعد فترة قضاها في الدفاع عن عائلته.

غداة الطلاق، يقول ساركوزي انه سافر الى البرتغال لحضور القمة الاوروبية. ويضيف “لقد وقع الطلاق، وكنت خائفا منه، لكنني كنت مخطئا”.

درس ميتران

في ابريل 1994 رافق نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية آنذاك، وكان فرانسوا ميتران، خلال زيارة رسمية الى اوزبكستان. وخلال تلك الزيارة التي سبقت وفاة الرئيس الاسبق بعامين وفي العاصمة سمرقند، سأل ميتران ساركوزي “هل تعرف كم قضيت من الوقت وانا انتظر وأقاتل قبل ان اصبح رئيسا للجمهورية؟ قرابة 30 عاما من العمل في مختلف الدوائر والتنقلات بالسيارة والقطار والطائرة.. ثلاثون عاما فترة طويلة، لا تنسوها، خاصة انتم المتسرعون”، لقد كانت هذه الجملة في نظر ساركوزي درسا ثمينا.

دعوة شيراك

يروي ساركوزي في كتابه تفاصيل اول لقاء مع جاك شيراك في ماتينيون في 1975. وكان شيراك حينها في الـ42 من عمره ورئيسا للوزراء في عهد فاليري جيسكار ديستان بعد ان كان عمدة لباريس، بينما كان نيكولا ساركوزي في الـ20 من عمره.

ويتذكر ساركوزي تلك الاجواء فيقول “شعرت في تلك اللحظة باني دخلت في قلب السلطة، وان شيراك قالي لي بأنه سمعني في نيس ويرغب في ان أعمل معه”. ذهل ساركوزي الشاب مما سمعه من شيراك ووصف اللقاء بـ”الفرصة المعجزة”.

إلى الأعلى