نقلنا لكم – بتجـــــرد: “باب الحارة، ضيعة ضايعة، الخربة، الواق واق..” وغيرها الكثير من الأعمال التي ترك من خلالها بصمته المميزة، وحفر عبرها مكانة لا تُمحى في القلوب، وبقيت راسخة في الذاكرة إن كان في التلفزيون أو السينما، قدم من خلالها شخصيات متنوعة حمّلها دفء أدائه وبعضاً من روحه. معه كان لريدة “القبس” الكويتية هذا اللقاء.
ما سر الدفء الذي تمنحه للشخصيات التي تقدمها، كوميدية كانت أم اجتماعية وإنسانية؟
أحاول دائما البحث عن تاريخ الشخصية وقراءة ما بين السطور، ووضع الاحتمالات لها بالاتفاق مع المخرج لنصل إلى الاحتمال الأقرب الذي يخلق في الوقت نفسه حالة من الهارموني مع الشخصيات الأخرى في العمل. وبالتالي أحاول أن يكون بيني وبين الدور صداقة، حتى وإن لم يكن الدور كوميدياً أو كان دوراً شريراً، لأن الشر بحد ذاته يحوي ملامح إنسانية في مكان ما، فلا أحاول تقديم الخير على أنه خير مطلق أو الشر على أنه شر مطلق.
ولكن نادرة هي أدوار الشر التي قدمتها؟
لا أؤدي أدوار الشر بالمطلق، ولكن قد تكون أدوار سلبية قدمتها عبر مشاركات بسيطة، فأغلب أدواري كان فيها طيبة ومساحة إنسانية كبيرة، وقد يكون السبب في ذلك أن المخرجين لا يرون أن لدي ملامح لها علاقة بالشر، وبالنتيجة نحن كممثلين لسنا مخيّرين إلا ضمن العروض التي تُقدم لنا، وأتمنى تقديم دور الشرير لأمتحن نفسي؛ هل أستطيع اقناع المشاهد بأن هذا الفنان الذي اعتادوا أن يروه بشخصيات طيبة قادر على إيصال حالة الشر إليهم؟
إلى أي مدى يمكن للشراكة الإبداعية أثناء التصوير أن تكون عاملاً في نجاح العمل؟
أتمنى أن يتم إنجاز الأعمال بهذه الصورة، ولكن للأسف الصيغة التجارية هي الغالبة، ففي النتيجة المنتج تاجر، واليوم بات المنتج الفنان عملة نادرة في الوقت الذي نحن بحاجة إلى المنتج المتفهّم للحالة الفنية والابداعية، وأرى أن علينا إيجاد هذه الحالة التي تتحدث عنها لأن المشاهد ذكي ويقول انه شعر بهذه الحالة أو لم يشعر، الأمر الذي يحملنا الكثير من المسؤولية. ففي العمل الفني نحن شركاء في الخسارة والربح على حد سواء، والحالتان مرتبطتان بالجمهور فإما ان يحب ويتابع ما نقدم وإما ان يعرض عنه لأنه لم يقتنع.
بأي عين تنظر إلى مسلسلات البيئة الشامية؟
برأيي كفى مسلسلات عن البيئة الشامية وعودة إلى التاريخ، لأن الموضوعات التي تطرح ضمن إطارها يمكن أن يتم تناولها عبر أعمال اجتماعية معاصرة قريبة من الناس، ومن خلالها نقول من نحن.