متابعة بتجـــــــــرد: تحدث الأمير ويليام، دوق كامبريدج، في فيلم وثائقي عن الألم الذي خلفه فقدان والدته الأميرة الراحلة “ديانا” التي ماتت في حادث سيارة في باريس عام 1997، قائلا إنه “ألم لا يضاهيه أي ألم آخر”.
رحلت “ديانا” عندما كان ويليام في الـ15، والأمير هاري في الـ12 من عمره، ودائما كان دوق ساسكس أكثر انفتاحا حيال الحديث عن والدته ومناقشة حزنه، عكس ويليام، لذلك فهذه هي إحدى المرات القليلة التي يتحدث فيها دوق كامبريدج عن ألمه بصدق في لقاء مؤثر من الفيلم الوثائقي.
أيضًا يأتي قبول الأمير لإجراء فيلم وثائقي تابع لهيئة الإذاعة البريطانية، “بي بي سي”، تحت عنوان: “النقاش الملكي حول قضايا الصحة العقلية”، وهي القضية التي جعلها الأمير ويليام بمثابة حجر الزاوية في عمله المجتمعي العام، لاسيما أن الإحصاءات تشير إلى أن الانتحار هو أكبر قاتل للرجال دون سن الـ45 في بريطانيا.
خلال الفيلم الوثائقي، سأل المقدم “دان والكر”، الأمير ويليام، عن أهمية مسألة الصحة العقلية في ضوء ما حدث لوالدته، فأجاب قائلا: “أعتقد أنها أُصيبت بالفجيعة في سن مبكر، فشعرت بألم ليس كمثله ألم آخر”.
وأضاف الأمير ويليام: “للأسف هذا الألم لم يؤثر عليها وحدها، بل على أحبائها أيضًا، لكن بالنظر إلى الناحية الإيجابية فهذا يقربني من أشخاص آخرين مروا بمثل ما عانيته، كلهم يريدون الحديث عن فاجعتهم، لكنهم يريدون منك أن تتحدث أولا، وخطوة بخطوة يتحدثون أيضًا ليصبح كل شيء على ما يرام، مجمل الصعوبة يكمن في من يبدأ أولا؟ وماذا يقول؟”.
وفي إطار مناقشة المشاكل والضغوط التي تؤثر على سلامة الصحة العقلية للأفراد، تحدث دوق كامبريدج أيضًا عن عمله كطيار في الإسعاف الجوي، من عام 2015 إلى 2017، في شركة “إيست انجلين للإسعاف الجوي”، وكيف أثر موت والدته على رؤيته للموت أمامه يوميًا، قائلاً إن تلك المهمة تركته بشعور الإحباط والسلبية دائمًا قائلا: “اعتقدت أن الموت يطرق أي باب لأي مكان أذهب إليه، هذا عبء ثقيل الحمل”.
من هنا تطرق الأمير إلى الشفاه المزمومة التي تُعد إحدى علامات المواطنين البريطانيين قائلا: “نحن متوترون بشأن عواطفنا، ونُحرج من الإفصاح عنها، تتطلب المواقف أحيانًا تلك الشفاه المزمومة المشدودة، لكن بالمقابل نحن بحاجة إلى الاسترخاء قليلا والحديث عن عواطفنا فنحن لسنا بروبوتات، أنا أعترف أنه مر عليّ وقت أثناء هذا العمل المضني كان من المستحيل فيه أن أتعامل مع كم الحزن الذي أراه يوميا”.
وقال عن ذلك، إن الدرس الأكبر الذي تعلمه من خلال عمله هو الحديث عن مشاكله والإفصاح عنها، مؤكدًا أنه أحدث فرقا هائلا في نفسيته، وتابع في الفيلم الوثائقي قائلا: إن هناك حاجة ماسة لخلق نقطة تحول في تمرير رسالة إلى الرجال في كل مكان، غرضها القول بأنه “لا بأس من الحديث عن مشاعرك”.
يدير الأمير ويليام حملة عن الوعي بخصوص الصحة العقلية مع زوجته ودوق ودوقة ساسكس.
وتضمن الفيلم الوثائقي ضيوفا بارزين أيضًا منهم نجوم كرة القدم مثل “تييري هنري”، و”داني روز” و”جيرمين جيناس”، متحدثين عن كل شيء مروا به أثر على سلامة صحتهم العقلية من صورة الجسم المثالي، والاكتئاب إلى تأثير الإصابات على الحياة المهنية وإنهائها.
تم تصوير الفيلم الوثائقي في وقت سابق من هذا الشهر في نادي كامبريدج لكرة القدم والذي كان رائدا في العديد من المبادرات الرئيسية للصحة العقلية، ويُذاع غدا على قناة “BBC1” الساعة 10:30 مساء بتوقيت بريطانيا.