متابعة بتجـــــــــــرد: قبل بدء عرض مسلسل حرملك، انتشرت صور بوسترات العمل، والتي بدت فيها النجمة درة متوسطةً نجوم الدراما العربية والسورية، ومنفردةً في ملصقاتٍ أخرى، لتصلنا الصورة بأن الفنانة التونسية تلعب دوراً رئيسياً أو أنها بطلة العمل، ولكن مع بدء المسلسل، لم تظهر درة خلال الحلقات الأولى بالكثافة التي كنا ننتظرها، ما جعل آمال الجمهور تخيب بعض الشيء، وتشكك بحجم ظهورها الدعائي مقابل ظهورها الفعلي، وإن كانت شخصيتها حنة، تشكل خطاً درامياً رئيسياً في العمل.
ومع تطور أحداث المسلسل، بدأت درة في الظهور بشكلٍ أوسع، لتأخذ مساحةً أكبر، ما أتاح لنا الفرصة بالاستمتاع بأداء هذه النجمة المبدعة، وحضورها المميزة على الشاشة، في دورٍ أقل ما يقال عنه أنه كان مختلفاً تمام الاختلاف عما عهدناه بها، وأنه رهان كسبته درة بكل استحقاق، فتناغمت مع البيئة الشامية، وأضفت نكهةً على العمل باللهجة المصرية، باتساقٍ وانسجامٍ تام مع تطلعاتنا نحوها كفنانةٍ أحبها الجمهور العربي منذ ظهورها، وربما أكثر.
تلعب درة دور حنة، وهي جارية نتعرف على قصتها من الحلقة الأولى عندنا تهرب قبل تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقها، بمساعدة أحد ضباط الحكمدارية، وذلك إبان اتهامها بالعمالة والجاسوسية وتهم كثيرة أخرى، لا يمكننا القول حتى اللحظة إن كانت بريئة منها، لكن هروب حنّة المتزامن مع مقتل الكيخي مراد باشا، أشعل الأحداث في دمشق، لتختبئ حنة بداية الأمر مع اثنين من مساعديها إلى البراري، ومن ثم تقرر العودة إلى المدينة والتخفي ضمنها، وتبدأ بالعمل على الاقتصاص من قمر (سلافة معمار) ومن الخان، ما يوحي لنا بأن حنة تعتقد بتلفيق قمر هذه التهم لها، وهنا بدأت المساحة التي أخذتها الشخصية بإظهار موهبة درة، وإمكانياتها في أعمال تاريخية وفنتازية، بما لا يقل شأناً عما عرفناها من خلاله من أعمال أخرى، كما كان الرهان الآخر على وجودها بعملٍ يحمل سمة الدراما السورية، وإن استضاف نجوماً عرب آخرين، وهي مدرسة تختلف في الكثير من المواضع عن المدرسة المصرية التي عرفنا فيها درة وتألقها، ولكن أيضاً استطاعت النجمة التونسية من حجز مكانتها في قلوب الجمهور، والتأكيد على مقدراتها الفنية.
وفي متابعتنا الحالية للعمل، يبدو أن دور حنة يتسع أكثر فأكثر، وأن تطورات الشخصية وتقلباتها التي تارةً ما تجعلك تشعر بطيبها ورقتها، وطوراً بقسوتها وجبروتها، آخذة بالتبلور بشكلٍ أكبر، ما ينبئ أننا سنستمتع بالمزيد من حضور درة المميز في الأيام المتبقية من الشهر الفضيل، بمساحةٍ أكبر ضمن عملٍ بمثل ضخامة حرملك وجماهيريته التي لا ريب فيها.