لطالما إحترمنا الفنان مروان خوري وعلى مدار السنوات والأعوام، فالموهبة التي تعيش في داخله تميّزه في العالم العربي، ولكننا لطالما تمنينا لو أن مروان يلتزم بفنه بعيداً عن إفتعال المشاكل حول أعماله في كلّ مرّة، فإن عدنا بالزمن إلى الوراء لا نستطيع إلاّ والوقوف عند أغنية “كرمالك” للنجمة اللبنانية إليسا والتي وبعد طرحها في ألبوم “بستناك” تبيّن أن فنانة أخرى كانت قد حصلت على حقوقها من مروان وطرحتها قبلها لكنها لم تحقق أي نجاح أو إنتشار ولم يسمع بها إلاّ المحيطين بها. حينها تسابقت الإذاعات على عرض الأغنية التي حققت نجاحاً ساحقاً مع إليسا بصوت الفنانة الأخرى لأنها إرتبطت وببساطة بإسم نجمة ساطعة في عالم الفن العربي وكانت قد حصلت حينها على جائزة الموسيقى العالمية، فتداولها إعتبر Scoop ومع ذلك الأغنية رسخت في ذهون المستمعين والجمهور بصوت إليسا وحدها.
مؤخراً، أصبح واضحاً أن مشكلة إستراتيجية وقعت بين مروان وخوري وشركة روتانا للصوتيات والمرئيات، حيث أن كل طرف في النزاع يؤكد أحقية رأيه وموقفه، ونتيجة كل ذلك كان وقوع النجمة اللبنانية إليسا ضحية إختلاف بالمصالح وغيرها من الخبايا التي لو نشرت بتفاصيلها لتسبّبت بخجل كبير لما آلت إليه الأمور في الوسط الفني، فشركة روتانا تعاونت وعلى مدار السنوات مع نخبة من أهم الشعراء، الملحنين والموزعين من كل الدّول العربية ولم يقع يوماً بينها وبين كل صنّاع الأغنيات أي خلاف حول حقوق أو غيرها من الأمور، فلماذا تختلف اليوم مع مروان إن كانت شروطه منطقية وإستيعابها سهل وطبيعي؟
أغنية “تعباني منك” شغلت الرأي العام وجمهور إليسا الذي كان يترقبها ضمن أغنيات ألبومها الأخير “حالة حب” ولم تطرح بسبب الخلاف، إلى أن إنتشرت نسخة مسرّبة منها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وتداولها عشاق إليسا بشكل واسع لروعة أدائها فيها. هذه الأغنية أجمعنا على أنها خسارة كبيرة إن كان لمروان خوري أو لـ إليسا التي عشقت كل جملة موسيقية فيها وكانت قد وضعت لها خطّة عمل خاصة لتسويقها بأسلوب مميّز وربما حتى تصويرها على طريقة الفيديو كليب لكن حقوق “مروان” حالت دون تحقيق كل هذه الأمور.
رغم كل ما قيل ورغم أن “حقوق مروان” لم تقنعني بتاتاً طيلة الفترة الماضية وجدت في إحدى تغريداته نوايا صافية منذ أسابيع حين أعلن أنه يقدّم الأغنية لـ إليسا دون أي مقابل أو حقوق متنازلاً عن كل ما كان يحول دون إصدار العمل، ورغم أن قراره هذا جاء متأخراً جداً إلاّ أنه كان ليحسب له وليسجّل هدف لصالحه على الساحة الفنية العربية. واليوم مروان خذلني، خذل جمهوره والجمهور العربي بطرحه للأغنية بصوت “ريم نصري” شقيقة النجمة العربية أصالة. هويّة من قدّمت الأغنية لا تضيف بالنسبة إلي شخصياً الكثير لأن أغنية “تعباني منك” إرتبطت بـ إليسا وأي نجاح لهذا العمل سيكون برعاية إسمها والهالة التي يشكلها وحده، لكن المفارقة كانت في تراجع مروان عن كلمته بتنازله وتقديمه الأغنية لـ إليسا بعيداً عن كل النزاعات.
موقف مروان حينها كان موقف رجل يتمتّع بشهامة تطمر أوطان رغم تأخره في إتّخاذه، فالإعتراف بالخطأ فضيلة لو بعد فترة أما اليوم فتراجعه عن كلمته لا يصبّ في مصلحته أبداً، ونستغرب من رجل بقيمه أن يتراجع عن موقع قد سجّله خاصةً أنه أعلن عنه أمام الملايين والملايين المنتشرين في كل الدّول العربية وبلدان الإغتراب.
عذراً مروان خوري خسرت ثقتنا وثقة الجمهور، خسرت أغنية “تعباني منك” فهذه إليسا التي أعطت لـ أعمالك نجاحات لم تستطع بعد وحتى اليوم أي فنانة أخرى تحقيقها لك وخسرتها.