أصالة حرّة من تكره ومن تحبّ … هذه حقيقة لا يسعنا إلاّ وتقبّلها، إحترمناها أو لم نحترمها فهذا يعود إلى أسلوبها إن كان في الكره أو في المحبّة. بدايةً من الضروري أن يعرف الجمهور أن المحبّة الفعلية على الساحة الفنية غير حقيقية، هي محبّة تكسوها الأقنعة والمجاملات وفلانة تكون صديقة مقرّبة لأخرى تلتقيان وتجلسان وتجمعهما مناسبات وجلسات غداء وغيرها وفي اللحظات نفسها إن بحثتنا في هاتفها المحمول نجد رسائل ومكائد كانت قد دبّرتها عنها.
من يقرأ هذه السطور يعلم جيداً أنني لا أضخم الأمور ولا حتى أزرع الفتن بين النجوم فهذه الحقيقة كما هي وكما لا يجرؤ كثر على قولها لكن طبعاً هناك إستثناءات بين النجوم وأنا لا أعنيهم بكلامي، بل أتطرّق للأغلبية الساحقة.
سأنطلق بجملة نشرتها النجمة اللبنانية نانسي عجرم عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي تويتر مع بداية العام الجديد حيث طلبت من جمهورها إحترام أعمال النجوم الآخرين لأّن الموسيقى تختلف ألوانها ولكل شخص حريّة إختيار اللّون الذي يحبّ بعيداً عن كراهية اللّون الآخر، فأكدت أنه وفي الفن لا منافسة بل على الفنانين جميعاً الغناء للحياة فكتبت: Pls understand.. there is no competition in art, we should all be singing life… Respect everyone, thank you…
جملة نانسي عجرم هي حكمة إن تعمقنا في كلماتها وحروفها لا بدّ أن تصلنا طيبتها وحقيقة معدنها الراقي الذي لم يسمح لها وطيلة مسيرتها الفنية بالدخول في سجالات مع احد، فالإساءة ومهما كانت كبيرة كان ردّها عليها بإبتسامة أكبر وصمت أحرق الغليل في قلوب المفترين أكثر وأكثر. لكن ومع الأسف فهذا السلام الداخلي الذي تعيشه نانسي لا ينطبق على كثر، ومن الصعب تعميمه في ظلّ مفهوم المنافسة الخاطئ السائد في الوسط الفني وخاصةً على الساحة الغنائية التي تكاد تتحوّل إلى ساحة معارك خفية “الشاطر فيها” يقضي على غريمه بسلاح أخرس لا يسمع صوت رصاصته أحد.
أصالة تعمّدت وفي الفيديو الذي إنتشر كالنار بالهشيم عبر مواقع التواصل الإجتماعي وأثار حفيظة الجمهور والملايين من عشاق عجرم أن لا تلفظ إسم نانسي بصوت مرتفع، لكنها وبإعتبار البرنامج برنامجها والمخرج والمعدّ والمصوّر والصغير والكبير فيه من عائلتها قصدت إفهام الجمهور وبـ”الوشوشة” أنها قالت “نانسي عجرم”.
بتجرد!؟ لم يستفزني كره أصالة لـ نانسي فقد إعتدت وإختبرت الكثير في الحياة وبتّ على قناعة أن هناك قلوب تسكنها المحبّة ولا تعرف إلاّ الحبّ وغيرها يسكنها البغض ولا تشعر بالمصالحة إلاّ مع الكره، فـ نانسي تنتمي إلى الشريحة الأولى من الناس أمّا أصالة فلها حريّة الإنتماء إلى الشريحة الثانية رغم أنني لا أعرفها هكذا وكنت من المدافعين عنها في مواقف كثيرة لأنني كنت من المؤمنين بطيبتها. ما أثار حفيظتي هو الأسلوب الذي تحدّثت فيه أصالة عن نانسي مشيرةً إلى أنها تظهر بشخصية مغايرة لحقيقتها أمام الجمهور مستشهدةً بزميلات لها على الساحة الفنية تربطهن علاقات شخصية بـ نانسي وحسب قولها يعرفن حقيقتها.
عذراً أصالة، نانسي عجرم ليست “سهتانة” كما ظهرت أنت وليست من الأشخاص الذين أصبحت تنتمين لهم ويركّبون المكائد من تحت الطاولات، ونانسي لم تطلب يوماً أن تحبّيها أو أغنياتها وأعمالها فالملايين يعشقونها ورغم كرهك الذي تحدّثت عنه ناحيتها لم تؤثري عليها لا من قريب ولا حتى من بعيد. أمّا شخصية نانسي فكيف لك بالحكم عليها وأنت لم تتسنى لك فرصة مجلسها بعد حتى هذه اللّحظة لأنها النجمة العربية الجماهيرية الوحيدة التي لم تلبّي دعوتك إلى جزيرة السعديات؟
أظنّ أن هنا يجتمع ويتغلّغل الكره فيك ناحيتها، وقد أتفهم موقفك فـ نانسي عجرم أكثر فنانة جماهيرية على الساحة الفنية العربية من المحيط إلى الخليج والمغرب وحلولها ضيفةً على برنامك إضافة لا يستهان بها لجلساتك ولكن هذا لا يمنحك الحقّ بالهجوم عليها بهذا الأسلوب المفضوح، فيا ليتك كنت وبهذا الموقف أذكى من ما كنت عليه، لكنت رميت الحرج الذي أنت عليه اليوم إلى ملعب غيرك ولكنا أقسمنا بموضوعيتك لو تعبيرك عن الكره مثلاً جاء بحقّ فنانة أخرى سعدت بها جزيرة السعديات بضيافتك، لكن إستحالة!
لن أطيل الكلام أكثر، نانسي عجرم لا تحتاج لمن يدافع عنها فسمعتها سلاحها ومسيرتها وسيرتها تشهد على ما فيها، ولكن أتمنى على أصالة أن تعود إلى الأصالة التي كانت عليها سابقاً فمهما كانت الظروف ومهما كثرت الظلمة في مجلسها لا بدّ من فسحة ضوء تبعدها عن الكراهية التي تسكنها.