متابعة بتجــرد: طرح الشامي أغنيته الجديدة بعنوان “دكتور”، التي رافقها فيديو كليب حمل فكرة تمثيلية جسّد فيها مشاعر الألم والمعاناة من خلال ما سمّاه “رقصة الألم”. لكن رغم محاولات الترويج المكثّف للأغنية عبر منصات التواصل الاجتماعي، يبدو أن النتيجة جاءت عكس التوقعات، إذ لاقت الأغنية انتقادات واسعة من المتابعين الذين وصفوها بالمكررة والخالية من أي عنصر تجديد.
وأجمع عدد كبير من المتابعين على أن الشامي وقع في دائرة التكرار، معتبرين أن الأغنية لا تحمل أي إضافة تُذكر لمسيرته الفنية، وأنه بات يُعيد تقديم الأفكار نفسها بصيغ مختلفة دون الخروج عن النمط الذي ظهر به في بداياته.
من ظاهرة فنية إلى شخصية “سوشيل ميديا”
عندما ظهر الشامي في عالم الفن، شكّل ظاهرة لفتت شريحة واسعة من الجمهور، لا سيما الشباب الذين وجدوا في أعماله موسيقى عصرية وأسلوباً فنياً مختلفاً. إلا أن المسار الذي اتّبعه لاحقاً جعل الكثير من المتابعين يرون أن الفنان الشاب تحوّل من موهبة واعدة لفتت الأنظار في بداياتها، إلى شخصية من شخصيات “السوشيل ميديا” التي تعتمد على المنشورات والتفاعل الافتراضي أكثر من التركيز على تقديم محتوى موسيقي متجدد.
ففي السابق، كانت منصات التواصل الاجتماعي مرآة تعكس عمق الفنان وثقله الفني، بينما أصبحت اليوم نافذة تُظهر الفراغ الذي يعاني منه بعض الفنانين، حيث باتوا يستخدمونها لاستعراض حياتهم الشخصية ومشاكلهم مع بعضهم البعض، إلى جانب اعتمادها للرد على المتابعين بأسلوب متدنٍّ يفتقر إلى الاحترافية، ما يجعلهم محط انتقادات أكثر من كونهم قدوة فنية.
خيبة أمل لدى الجمهور
وجاءت أغنية “دكتور” كخيبة أمل جديدة لجمهور الشامي الذي كان ينتظر منه نقلة نوعية في مسيرته بعد النجاحات اللافتة التي حققها في وقت ليس ببعيد. ففي السابق، تفوّق الشامي على عدد من النجوم الشباب السوريين الذين سبقوه في عالم الفن، واستطاع أن يلفت الأنظار بسرعة بسبب أسلوبه الفني المختلف. لكن مع مرور الوقت، يرى كثيرون أنه فقد هذا التميّز، وأصبح يكرّر نفسه دون تقديم أي جديد.
انتقادات رغم النجاحات السابقة
ورغم الجوائز التي حصدها الشامي في عام 2024، بما فيها “جوي أوردز” و”موريكس دور”، إلا أن استمرار الاعتماد على نفس الأفكار الموسيقية بدأ يفقده بريقه كفنان صاعد كان يُعوّل عليه كثيرون. فبعد أغنية “يا ليل ويا عين” التي حققت نجاحاً كبيراً، لم يتمكن الشامي من تقديم عمل جديد يعكس تطوراً في موسيقاه أو أفكاره، وهو ما جعله عرضة للانتقاد من الجمهور وحتى من بعض النقاد الفنيين.
هل ضاعت الفرصة؟
يبدو أن الشامي بحاجة إلى وقفة جدية لمراجعة مسيرته الفنية قبل أن يفقد ما تبقى من ثقة محبيه. فالمتابعون الذين انجذبوا إليه في البداية بسبب تفرده واختلافه، باتوا اليوم يتساءلون عن سبب غياب التجديد والتطور في أعماله الأخيرة. ومع ازدياد الانتقادات حول أغنية “دكتور”، يصبح السؤال الأهم: هل الشامي على طريق التحوّل إلى مجرد ظاهرة مؤقتة؟ أم أنه قادر على استعادة مكانته كفنان صاعد يملك ما يميّزه عن غيره؟
المرحلة المقبلة ستكشف ما إذا كان الشامي سيأخذ هذه الانتقادات بجدية ويسعى لتقديم محتوى موسيقي أكثر نضوجاً وابتكاراً، أم أنه سيستمر في الاعتماد على استراتيجيات الترويج عبر “السوشيل ميديا” التي قد تُفقده مكانته في الساحة الفنية.