متابعة بتجــرد: وجّه رجال دين ونشطاء تونسيون، اليوم الإثنين، انتقادات لاذعة للتلفزيون الرسمي بعد بثه أغنية دينية تتضمن “آية قرآنية”.
وخلال الاحتفال بعيد المولد النبوي، بثت القناة الوطنية الثانية احتفالا دينيا أحياه المنشد إسماعيل حرابي الذي ردد الآية 110 من سورة “آل عمران” ضمن إحدى الأغاني الدينية، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودون الداعية خميس الماجري “إنّ تلحين القرآن بألحان الموسيقى أمر خطير، ومنكر عظيم، وبدعة وضلالة، وعبث بالقرآن المبين، الذي أنزله الله نورا ومنهجا وهدى للعالمين. ونشر ذلك العبث في الإعلام أمر أخطر، لأنّ فيه تشجيع ومجاهرة على المنكر، والمجاهرة اعلان سخط وعقوبة عامة من الله، وأيضا فيه مشابهة وتقليد للترنم الكَنَسي”.
وتساءل بقوله: “أين المفتي؟ أين وزارة الشؤون الدينية؟ أين النيابة العمومية؟ أليست هذه فتنة عظمى؟ أم الفتنة في الذين لا يحتفلون بالمولد؟ ألا يوجب هذا إقالة مدير القناة؟”.
ودون أحد النشطاء “اللهم انا نبرأ إليك من فعل هؤلاء الصوفية المبتدعين الذين غيروا وبدلوا في دين الله حتى جعلوا القرآن غناءً!”.
وأضاف ناشط آخر “يجب أن يتوقف هذا العبث وهذا الاستهزاء بكلام الله. يجب على النيابة ووزارة الشؤون الدينية التدخل في الدستور الدولة حامية للدين”.
وتابع: “كيف يصبح القرآن غناء تصحبه الموسيقى وغدا قد يرقص عليه في الأعراس؟ اتقوا الله عز وجل (ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)”.
ومع تصاعد الانتقادات، قدم المنشد إسماعيل حرابي اعتذاره للتونسيين، حيث أكد في فيديو على صفحته في موقع فيسبوك أنه ارتكب “خطأ غير مقصود”، مؤكدا أنه يعظم كتاب الله وشعائره.
وشهدت تونس سابقا أحداثا مشابهة، ففي عام 2017 انتقد عدد من رجال الدين المخرج الراحل نجيب خلف الله بعد اختياره عبارة “ألهاكم التكاثر” عنوانا لإحدى مسرحياته، على اعتبار أنها مستمدة من سورة “التكاثر”، وطالبوه باستبدالها.
وعام 2022، اتهم نشطاء الرئيس قيس سعيد بـ”تحريف القرآن”، بعدما استخدم عبارة “اقرأ باسم حزبك الذي خلق.. خلق الإنسان من ورق”، خلال حديثه عن عنوان مقال للصحافي الراحل محمد قلبي في جريدة الشعب التي يصدرها اتحاد الشغل.