متابعة بتجــرد: أعلنت الفنانة الكندية، سيلين ديون، تأجيل جولتها العالمية، التي تتضمن 40 حفلة جماهيرية، بسبب مضاعفات مرضها “متلازمة الشخص المتيبس”، التي أصيبت بها منذ أشهر عدة، ليتساءل الكثيرون من جمهورها ومتابعيها عن ماهية المرض والأعراض وطرق العلاج.
لذا سوف نستعرض “متلازمة الشخص المتيبس” (مرض سيلين ديون)، والتي منعتها عن جمهورها ومحبيها، خلال الفترة الماضية.
“متلازمة الشخص المتيبس”:
تتميز متلازمة الشخص المتيبس بصلابة العضلات والتشنجات، وزيادة الحساسية للمحفزات، مثل: الأصوات، والأضواء، والضيق العاطفي الذي يمكن أن يسبب تشنجات عضلية، وفقاً للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية.
تبدأ الحالة، عادة، بتصلب العضلات في الجزء الأوسط من الجسم والجذع والبطن، قبل التقدم إلى تصلب وتشنجات في الساقين والعضلات الأخرى، ويمكن أن تكون التشنجات العضلية شديدة للغاية، لتسبب أعراضاً قوية، مثل السقوط القوي لدرجة كسر العظام مع الشعور بالآلام الشديدة.
وفي بعض الأحيان، قد يخاف الأشخاص المصابون بمتلازمة الشخص المتيبس من مغادرة منازلهم، لأن ضوضاء الشارع، مثل صوت السيارات، يمكن أن تؤدي إلى تشنجات وسقوط.
وكانت النجمة سيلين ديون قالت، في مقطع فيديوها لها، عبر حسابها على موقع “إنستغرام”، في ديسمبر الماضي، إن التشنجات تؤثر في كل جانب من جوانب حياتها اليومية، وأحياناً تسبب صعوبات عندما تمشي، ولا تسمح لها باستخدام الحبال الصوتية للغناء بالطريقة التي اعتادتها.
الأعراض:
يسبب “مرض سيلين ديون” تصلباً وآلاماً شديدة، وتشنجات للعضلات، وغالباً يكون في أسفل الظهر والساقين، ما قد يجعل من الصعب على بعض المرضى المشي، وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون أعراضاً لا يتم التحكم فيها بشكل جيد، إلى استخدام مشاية أو كرسي متحرك، لمنعهم من السقوط أو إصابة أنفسهم.
التشنجات العضلية هي ما يسميه أطباء الأعصاب “حساسة التحفيز”، ويمكن أن تثيرها ضوضاء مفاجئة أو لمسة خفيفة، أو حتى ضائقة عاطفية، ويمكن أن يؤثر شكل واحد من أشكال الحالة على العضلات، التي تتحكم في العينين أو الكلام أو الغناء أو البلع.
عادة، تؤثر الحالة فقط على العضلات الهيكلية، التي يمكننا التحكم فيها، وليس العضلات الملساء، أو تلك الموجودة في القلب، ولا يؤثر المرض على الإدراك، لكنه قد يزيد الشعور بالقلق والتوتر.
أسباب الإصابة:
يعتقد أن “متلازمة الشخص المتيبس” لها سمات مرض المناعة الذاتية، وفقاً للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية، وغالباً ترتبط بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل: مرض السكري من النوع الأول، والتهاب الغدة الدرقية، والبهاق، وفقر الدم الخبيث.
وعلى الرغم من أن السبب الدقيق ليس واضحاً، فإن الأبحاث تؤشر إلى إمكانية حدوثه بسبب انحراف استجابة المناعة الذاتية في الدماغ والحبل الشوكي، وأشار المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية إلى أن الأشخاص الذين يعانون “متلازمة الشخص المتيبس” لديهم مستويات مرتفعة من حمض “الجلوتاميك ديكاربوكسيلاز” (GAD)، وهو جسم مضاد يعمل ضد إنزيم يشارك في تخليق ناقل عصبي مهم في الدماغ.
وبسبب ندرة المرض وغموض أعراضه، غالباً يسعى الناس للحصول على الرعاية للألم المزمن قبل الحصول على الرعاية العصبية، كما يمكن تشخيص الحالة بشكل خاطئ على أنها “قلق” أو “فيبروميالغيا”، أو تصلب متعدد أو مرض باركنسون أو مرض نفسي جسدي أو حتى رهاب.
كيف يتم التشخيص؟
عن طريق مجموعة من الإجراءات، يتم تشخيص الإصابة بـ”متلازمة الشخص المتيبس” (مرض سيلين ديون)، إذ يتم استخدام اختبار الدم للكشف عن وجود أجسام مضادة ضد إنزيم يسمى حمض “الجلوتاميك ديكاربوكسيلاز” (GAD)، وقد يقوم الأطباء، أيضاً، بفحص عضلات الشخص جسدياً، أو استخدام تخطيط كهربية العضل (EMG)، لتقييم العضلات والوظيفة العصبية.
كيفية العلاج:
لا يوجد علاج معروف لـ”متلازمة الشخص المتيبس”، لكن الأدوية يمكن أن تخفف الأعراض، ويمكن أن تساعد أدوية الغلوبولين المناعي على تقليل الحساسية للضوء، أو المشغلات الصوتية، ما قد يساعد على تقليل السقوط أو التشنجات.
ويمكن أن تكون مسكنات الألم والأدوية المضادة للقلق، ومرخيات العضلات، جزءاً من علاج هذا المرض، إذ يستخدم مركز “متلازمة الشخص المتيبس”، أيضاً، حقن توكسين البوتولينوم، بالإضافة إلى الوخز بالإبر والعلاج الطبيعي، فكلها علاجات مؤقتة للسيطرة على أعراض المرض.
أبرز المعرضين لخطر الإصابة:
يعتبر “مرض سيلين ديون” (متلازمة الشخص المتيبس)، من الأمراض النادرة للغاية، إذ يصاب به 1 من كل مليون شخص حول العالم، ويشهد معظم أطباء الأعصاب، بشكل عام، حالة واحدة أو حالتين فقط في حياتهم.
فقد تم الإبلاغ عن الحالة الأولى لمتلازمة الشخص المتصلب في الخمسينيات، وكان يشار إلى المرض تاريخياً باسم “متلازمة الرجل المتصلب”. ومنذ ذلك الحين، وجد أنه يؤثر في ضعف عدد النساء مثل الرجال، وتم تغيير الاسم إلى “متلازمة الشخص المتيبس” لتجنب الارتباك، ويمكن أن تتطور الحالة في أي عمر، لكن الأعراض غالباً تبدأ في الثلاثينيات أو الأربعينيات من عمر الشخص.