نقلنا لكم – بتجــرد: قال ماجد سمان، مدير الفنون الأدائية والسينمائية بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، إنّ هناك آلية داخل المركز لدعم المشاريع السينمائية السعودية الجديدة، موضحاً أنّ “هناك مستويين، الأول عبارة عن دعم كلي أو جزئي للأفلام القصيرة والطويلة، مقابل شرط وحيد، وهو وضع لوجو المركز في نهاية الفيلم، أما المستوى الثاني عبارة عن الإنتاج الكلي للفيلم الذي ينال إعجابنا ونتحمس له، إذ نحصل عليه لإنتاجه بعد عقد جلسات عمل مع صُناعه، وهذا ما حدث مع المخرج السعودي خالد فهد، في فيلم (طريق الوادي) الذي عرض في ختام الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي”.
وأوضح سمان لـ”الشرق”، أنّ هناك سقفاً للدعم المادي للأفلام، لكنه غير مُعلن عكس مهرجان البحر الأحمر، “نحتفظ بالأرقام، وعدم إعلانها تماماً، لكن من الوارد تجاوز السقف العام قليلاً تجاه بعض المشاريع السينمائية بشكلٍ استثنائي”، موضحاً “نعقد جلسات نقاشية مع المخرج ونتطلع منه على الميزانية التي يحتاجها لفيلمه، وإذا كان الفيلم قد أختير من قِبل المختصين لدينا، نعرف منهم الميزانية المُقدرة لخروج المشروع إلى النور، لتقديم الدعم المادي المُناسب للعمل”.
وتابع أنّ أعلى دعم مادي، قدمه مركز “إثراء” كان بقيمة 100 ألف ريال سعودي (26.7 ألف دولار تقريباً)، حيث إن تكلفة الفيلم القصير بشكلٍ عام لا تتجاوز 300 ألف ريال.
وحول مدى اهتمام المركز بصناعة أفلام تتصدر شباك التذاكر أو الوصول إلى أكبر قطاع من الجمهور، قال ماجد سمان، “رغم إنّهما مرتبطين ببعضهما نوعاً ما، لكن نسعى دوماً لصناعة أفلام تصل إلى أكبر قدر من الجمهور، وهذه هي أهم أولوياتنا، أنّ نصنع فيلماً يبقى ويعيش، خصوصاً وأنّ السينما السعودية لازالت جديدة، ونطمح لسرد قصصنا الفنية بطريقة جديدة وعالمية يفهمها الجمهور حول العالم ويرتبط بها أيضاً”.
وقال: “إذا رغبنا في تنفيذ فيلم يستهدف (البوكس أوفيس) ليُدخل الجمهور في حالة سعادة، علينا أنّ تُخصص ميزانية كبيرة جداً لصناعته، لكن نحاول أنّ نكون كشركة إنتاج مستقلة، تصنع أفلاماً بجودة عالية وميزانيات محدودة وليست مرتفعة”.
وتابع “أحاول توعية بعض صُناع الأفلام، الذين يعتقدون أن أفلامهم في حاجة إلى نحو 20 مليون ريال لتنفيذ أعمالهم، وقد لا تتجاوز الميزانية الحقيقية مليوني ريال، بعد دراسة الأمر بشكلٍ تفصيلي، إذ نعقد جلسات نقاشية موسعة مع المخرجين ونتطلع على كل شيء مُتعلق بالمشروع، على رأسها الميزانية، وقد نعرض عليهم المُساعدة وفتح سبل التعاون مع مؤسسات سينمائية أخرى بالمملكة، في العلا ونيون”.
وأشار ماجد سمان، إلى وجود حالة من التناغم والتكامل بين المؤسسات السينمائية السعودية وبعضها البعض، قائلاً: “لا توجد آلية رسمية تنظم تلك العلاقة، لكنها تتم حالياً عن طريق العلاقات الشخصية والتعاون المتبادل في إطار من التفاهم، فقد أنصح مُخرج ما أحيانًا بالتواصل مع مؤسسة سينمائية مُعينة كونها الأنسب لمشروعه، وأبلغه بقنوات الاتصال الواجب استهدافها، خاصة وأنّ (إثراء) يوفر ميزانيات دعم محدودة”.
وأكد أنه جرى تطبيق تلك الآلية خلال تنفيذ فيلم “طريق الوادي”، قائلاً “تم التواصل مع أكاديمية mbc، واقترحنا عليهم إمكانية الاستعانة ببعض المواهب الجديدة في الفيلم، لتعليمهم أساسيات الصناعة، وبالفعل تمت الاستجابة، ونجحت بعض العناصر الشبابية في اكتساب الخبرات مثل الميكب والصوت وغيرها، وبعد الانتهاء من الفيلم، توجهوا إلى تجارب سينمائية أخرى بعد تزويدهم بالعلم والمعرفة”.
وتابع أنّ “هذا ما نطمح إليه، أنّ يكتسب الشاب السعودي الخبرات المختلفة في صناعة السينما، بدلاً من الاستعانة بخبرات من الخارج، خاصة وأنّ تلك الصناعة لازالت جديدة في السعودية، والشباب لديهم حماس شديد لدخول هذا المجال، إذ أنّ التناغم بين المؤسسات حاضر كون هدفنا واحد في النهاية”.
وأوضح أنّ مركز “إثراء” يستهدف تنفيذ 4 أفلام قصيرة، وفيلم روائي طويل بشكلٍ سنوي، متابعاً “إذا كانت الأفكار دون المستوى، قد نُقدم فيلمين فقط، فليس شرطاً التمسك بالخطة المستهدفة سنوياً”.
وكان مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، قد عقد جلسة حوارية مؤخراً على هامش مشاركته في الجناح السعودي، بالدورة الـ76 لمهرجان كان السينمائي، حول مستقبل صناعة الأفلام المحلية في ظل تمكين المواهب، تحت عنوان “السعودية.. وجهة صناعة الأفلام المستقبلية”.
وشهدت الجلسة حضور كل من ماجد زهير سمّان، مدير الفنون الأدائية والسينمائية، وزينب أبو السمح مديرة أكاديمية إم بي سي وإم بي سي ستوديو، وشارلين جونز “فيلم العلا”، وفاطمة البابطين، مديرة تطوير الأعمال في الصندوق الثقافي.
وبحث المشاركون في الجلسة، المتغيرات في قطاع الأفلام إزاء تمكين الصّناع ورفع جودة المحتوى المرئي؛ لترسيخ نهج صناعة السينما بما يحقق متطلبات السوق المحلي والعمل على تصدير منتجاته للخارج، باعتبارها إرث سينمائي قادر على تشكيل ذاكرة تاريخية تسهم في رفع المشاركات المرئية المستقبلية التي تقود إلى حراك سينمائي يضم العديد من الأعمال الهادفة.
كما شملت الجلسة بحث التحديات التي تواجه صنّاع الأفلام وما تقدمه الجهات الداعمة عبر المبادرات والأنشطة والبرامج، مما يحقق مزيد من التميز للتوجه نحو موقع مميز على خريطة السينما العالمية، إذ رأوا المشاركون أنّ “مستقبل صناعة الأفلام المرتبط بالعوائد المادية بات يشكل استدامة تنموية”.
يذكر أنّ “إثراء” يُعد الذراع الثقافي لشركة أرامكو، والذي يهدف لدعم الثقافة بالمملكة العربية السعودية، من كتب وأفلام ومسارح ومتاحف، إذ أنه يتماشى مع رؤية المملكة 2030، فقد تم إنتاج أكثر من 20 فيلماً، 15 منها حازت على جوائز محلية وإقليمية وعالمية، كما عُرض منجزات إثراء السينمائية في 17 مهرجان عالمي.