نقلنا لكم – بتجــرد: تنوعت اختصاصات الفنان خالد عبد الرحمن بين الغناء الذي لطالما عرف به، وكتابة الشعر، والتلحين، والتمثيل، والأداء المسرحي. فقد انتهى، مؤخراً، من المشاركة في مسرحية «نمر بن عدوان»، التي عرضت ضمن فعاليات موسم الرياض على مسرح «بكر الشدي»، ولاقت إقبالاً جماهيرياً واسعاً.
وتحدّث خالد عبد الرحمن في مقابلة مع مجلة “زهرة الخليج” عن كواليس عرض المسرحية، التي تعتبر التجربة الأولى له في الإلقاء الشعري على المسرح لملحمة بدوية مسرحية غنائية استعراضية، عن قصة الفارس الشاعر نمر بن عدوان، وقصة حبه لـ«وضحى»، التي حارب من أجلها كل من حوله؛ ليتزوجها رغم عادات القبيلة، وبعد أن تزوجها وأنجبت له أطفاله تموت؛ فيعيش «نمر» بجانب قبر «وضحى»، يرثيها بأشعاره، التي طافت العالم كأجمل قصائد الحب والفَقْد، وألقاها على المسرح بصوته.. إليكم نصّ الحوار:
«نمر بن عدوان» أولى تجاربك المسرحية كشاعر غنائي.. كيف تصف التجربة؟ وماذا عن أصدائها؟
تجربتي هذه أعتبرها إضافة حقيقية إلى مسيرتي الفنية؛ فالقصة عاطفية درامية شهيرة عن حياة الشاعر البدوي نمر بن عدوان، ودوري في المسرحية كان ضمن مجموعة أدوار أداها نجوم ونجمات لهم باع في العمل المسرحي، وسعدت بكوني واحداً من هذا الفريق الرائع، فهي تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، وكان صداها طيباً جداً. وهنا، لا بد أن أذكر هذا الفريق، وأشكره، حيث قدم الفنان بدر المحسن شخصية «نمر»، وشاركته الفنانة ريما النجم في دور «وضحى» زوجة نمر بن عدوان، والمسرحية من إخراج يوسف الحشاش.
بالنسبة لك.. ما الفرق بين وقوف الفنان على المسرح للغناء أو لأداء دور شاعر غنائي؟
الفرق كبير بالتأكيد، فعلى المسرح الغنائي أملك حق التصرف؛ لأنني ملك المسرح، ولا يشاركني أحد، وأتحكم في ما يتم تقديمه ضمن حفلتي؛ فمن الممكن أن أقدم أغنية على العود، أو ألغي أغنية مقررة سابقاً، أو أقدم أغنية غير مدرجة إذا طلبها الجمهور. أما في المسرح التمثيلي، فلابد من مراعاة وجود مجموعة نجوم أنا مرتبط بهم، ونص، وإخراج مسرحي. حقيقةً، لقد سررت بالتعاون معهم، والتزامي بالزمن كان دقيقاً مع المجموعة سواء في الدخول أو الخروج أو الحركة المباشرة.. فكلٌّ منها كانت لها نكهته الخاصة.
هذه المسرحية من إنتاج شركة «نور ميديا»، وهي شركة نسائية.. ألم تخشَ تجربة التعامل مع منتجة؟ أم كان ذلك حافزاً لدعم المرأة؟
بالعكس، فأنا أعتبر هذه الشركة رائدة، وأرى أن المرأة ملتزمة ودقيقة في عملها، وفي اهتمامها بأدق التفاصيل. والنساء، عموماً، لم يعدن بحاجة إلى تحفيز؛ لأنهن ناجحات بالأساس، لكن لا مانع عندي أبداً من دعم أي مشروع فني متكامل تقف خلفه امرأة، شريطة أن تكون مطلعة على ما تقوم به.
بعد تجربتك في مسلسل «ضرب الرمل».. هل هناك نية لتكرار تجربة التمثيل؟
بالنسبة لي، أرحب بالمشاركة بكل تأكيد، لكن لابد أن يتوفر العمل المناسب لي. وهنا، لابد من الإشارة إلى أن التجربة الأولى لي بالتمثيل كانت في مسلسل «ضرب الرمل»، وهو مسلسل سعودي، حكايته مأخوذة من عمل روائي، هو ثلاثية «ضرب الرمل» للروائي محمد المزيني، وهي ملحمة تاريخية، تتناول تحولات المجتمع السعودي، خلال ثلاثة أجيال منذ عام 1956م، مروراً بعقد الثمانينات، حتى العصر الحالي. العمل من بطولتي، بمشاركة محمد الطويان، وأميرة محمد، وأحمد بن سعيد، وتم عرضه في موسم رمضان 2020. اليوم، إن أردت تكرار التجربة؛ فسأبحث عن عمل يوازي هذا النجاح، إن لم يزد عليه.
صف مشاركتك الأخيرة على مسرح أبوبكر سالم في موسم الرياض، وهل هناك مشاركات جديدة؟
موسم الرياض، عموماً، تضمن مفاجآت جميلة هذا العام، وأجمل ما فيه الجمهور الحاضر دائماً، وهذا بالتأكيد له دور في إنجاح الحفل الأخير الذي أقيم بالرياض، وهو امتداد لنجاحات سابقة. قدمت في هذا الحفل أغاني قديمة وجديدة، كما قدمت عدداً من الأغاني وأنا أعزف على العود، منها: «وشلون مغليك، وتذكار، وإذا قسى وقت، ولحد يظلم حد، والبارحة، ومن عذابي»، وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور. لديَّ مشاركة في حفل غنائي بالإمارات، في ليلة رأس السنة بمنطقة ليوا، يوم 31 ديسمبر.
مؤخراً، انشغلت برحلة إلى أفريقيا.. كيف تقيم هذه التجربة؟
رحلة أفريقيا كانت لمسافة 18000كم، وهي توثيقية واستكشافية للصيد والسياحة. انطلقت من العاصمة السعودية الرياض، إلى جدة، ثم عبرت البحر الأحمر بواسطة «العبّارة» إلى السودان، وبعد وصولنا إلى السودان، ورغم خطورة الأزمة بين السودان وإثيوبيا، وأيضاً النزاعات الداخلية في مناطق إثيوبيا، فإننا استطعنا مواصلة الرحلة، والعبور بسلام. كان الهدف من الرحلة هو الاستكشاف، وسنقوم بتوثيق استكشافات، وسياحة، وصيد، في بث على حساباتي في «السوشيال ميديا»، وقد كانت تجربة مثيرة استمتعت بها.
بعد آخر ألبوم.. ما جديدك، وهل تخطط لطرح أغانٍ منفردة؟
عندي أكثر من عمل منفرد سترى النور قريباً. وبالنسبة للألبوم، لا أعتقد أنه ضمن مخططاتي في الفترة القادمة، وأعتقد أن طرح الأغاني منفصلة يوفيها حقها كاملاً، ويستمتع بها الجمهور كما الفنان.