أخبار عاجلة
عاصي الحلاني فارس الساحة الفنية، جمع في ألبومه التراث والتجدد فنوّع وأثرى أرشيف الأغنية العربية

عاصي الحلاني فارس الساحة الفنية، جمع في ألبومه التراث والتجدد فنوّع وأثرى أرشيف الأغنية العربية

قد يكون النجم اللبناني العربي الأكثر نشاطاً على الساحة الفنية منذ سنوات، فمع كل حدث يخطف الأضواء ويصبح هو المحور الذي تتجه نحوه الأضواء. نظلمه إن قلنا أنه غاب فعلياً لأنه ومنذ إطلاقه لآخر ألبوم له “روحك أنا” لم ينفكّ عن تقديم الأفضل لجمهوره إن كان من أغنيات منفردة، إطلالات تلفزينية، مسرحية وإنسانية مميزة على أنواعها، لكننا لا نستطيع أن نخفي أن ساحة الإصدارات الغنائية غصّت بعطشها لصوته الذي يزرع الرجولة أينما زرع حتى في أقل الأراضي خصوبةً، وساحة الألبومات إشتاقت لإصدار قوي كألبومه خلال الأشهر الطويلة الماضية حيث أن “عاصي 2013” يعتبر أول ألبوم لنجم صفّ أول يكتسح الساحة منذ ما يقارب السنة.

حالي كحال الجمهور العربي، إنتظرت إصدار ألبوم “عاصي 2013” بفارغ الصبر وتابعت عبر موقع بتجرد الإطلاق والطرح في الأسواق بكل مراحله منذ لحظة الإعلان عنه وحتى اللّحظة.

ولأنّ عمل ثقيل موسيقياً كألبوم العاصي يحتاج وقتاً لقراءة جمله الموسيقية والتجوال بين منعطفات الإبداع فيه، إستمعت جيداً إلى الأغنيات الأربعة عشر، وتمعّنت بكل أغنية فكان لي هذه القراءة المتأنية التي تعبر عن رأيي الشخصي ورأي كثر في كافة أرجاء الوطن العربي…

assi1

ودّي يا بحر: وهي الأغنية التي ينطلق فيها المستمع العربي في رحلة العاصي 2013، حيث أرادها فارس الغناء العربي أن تكون إنطلاقة مع اللّون الجبلي الذي يتربّع على عرشه منذ بداية مسيرته الفنية على الساحة الغنائيّة، ولا ينافسه عليه أحد، ليس لأن هذا اللّون غائب فنياً، بل لأن التجارب في تقديمه من قبل كثرغيره باءت بالفشل، فليس كل من يغني الجبلي عاصي الحلاني، وليس كل صوت يؤدّي نسيم الرجولة اللبنانية رجل كالحلاني.

من جبل صنين وكروم العنب والتين وصولاً إلى البقاع، حمل عاصي بصوته في هذه الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر مارسيل مدوّر، لحنها سمير صفير وقام بتوزيعها روجيه خوري. فقدّم فيها المعنى الحقيقي للأغنية الجبليّة بعيداً عن الإبتذال المعتمد من البعض فوصلت إلى كل لبناني بعنفوان الرجولة، والمميّز في أداء عاصي لهذا النمط الموسيقي أنه لا يعتمد الصراخ لإيصاله إلى المستمع، بل الصلابة في إوتار صوته تخترق ودون مجهود قلب المتلقي.

وينك حبيبي: وقد أطلقت شركة روتانا المنتجة للعمل بالتعاون مع عاصي هذه الأغنية ضمن الحملة الترويجية الخاصة بالألبوم قبيل طرحه في الأسواق، أمّا عن سبب إختيار هذه الأغنية التي قام بأدائها الفنان عادل العراقي إلى جانب العاصي لم يأتي عن عبث، بل عن ذكاء حاد يتمتّع به الحلاني ويسمح له بقراءة الساحة الفنيّة، فيختار كل ما هو جديد إن كان من ناحية الكلمات، الألحان أو حتى التوزيع، فأقل ما يقال عن هذه الأغنية أنها أجدد ما قدّم موسيقياً على الساحة الفنيّة خلال الفترة الماضية.أجمل ما يصدح به صوت العاصي من إحساس بين جمل هذه الأغنية:

“وينك حبيبي وينك موتني شوقي وينك حياتي صعبة صارت مشتاق عيني لعينك

وينك حبيب عيوني عليك تبكي عيوني أموت أنا من دونك وإنت تموت من دوني”.

assi2

يا نوم: في حدّة كلمات هذه الأغنية التي صاغها الشاعر مارسيل مدوّر، جاء أداء عاصي الحلاني ليلون فيها بصوته الصلب اللّحن الذي وضعه بنفسه، فأبرز فيه أسلوب جديد في الأداء الغنائي وأبدع.

أما عن موضوع هذه الأغنية فقد يضاهي توزيعها تميزاً حيث يتوجه فيها العاصي إلى “النوم” الذي هجره، وينطق بصوت كثر لا يعرفون الراحة ولا السكينة لأسباب عدّة فترك الأفق فيها مفتوحة لحالة كل شخص.

يا عاصي: “والله ما بطّل النوح عالفارقوني وبسم لسمّها الروح وأعميها عيوني

يا عاصي بطّل النوح نوحك شيفيدك كل لحظة فكر بيك كل ساعة كل يوم حتى من أغمض العين تطلعلي بالنوم عافك حبيب الروح وبعد ما يريدك بهذا الزمن هيهات محد يوافي اللي نساك انساه يا عاصي كافي”.

بهذه الكلمات تنطلق الأغنية التي تحمل بعنوانها إسم العاصي، فتعيد المستمع إلى زمن من الفن الراقي والجميل الذي قد همله كثر على الساحة الفنيّة وظلّ العاصي وحده الفارس الذي يسوقها في حنجرته الذهبيّة.

 فجمع الفلكلور بحداثة التوزيع بشكل متناغم في أغنية واحدة إسمه عنوانها وفيه إشارة إلى الجمع بين أصالة الموسيقى وحداثتها معاً وهذه هي الحالة التي يعبّر عنها اليوم عاصي الحلاني.

أمان: يجمع فارس الغناء العربي عاصي الحلاني ومرّة جديدة في هذه الأغنية التي وبالنسبة لي تعتبر الأقوى في هذا العمل الصاروخي، النمط الموسيقي الفولكلوري والآلات الشرقية البحتة مع التوزيع الغربي والعصري المتجدّد، وهذا ما يميّزها عن كافة الأغنيات الأخرى في هذا الألبوم بشكل خاص وعلى الساحة الفنيّة العربيّة بشكل عام، فمن النادر أن يتمتع نجم بهذه الجرأة الكبيرة في مذج الموسيقى ببعضها وأن يخرج بالنتيجة التي خرج بها الحلاني في هذه الأغنية إلى الجماهير العربيّة .

وفيما لا شكّ فيه أن هذه الأغنية ستغزو نوادي السهر الخاصة بالشباب والكبار لأنها تجمع في نغماتها أجيالاً وفئات عمريّة على حالها.

assi3

صعبة المرحلة: ويطرح عاصي الحلاني في هذه الأغنية حالة التوتّر التي يعيشها الوطن العربي على الصعيدين السياسي والأمني، لكن بطريقة مختلفة، حيث يغوص في قصّة حبّه والمشاعر التي تختلجه واضعاً تعابيره في مقارنة مع الوضع المشتعل.

وأجمل ما يقول عاصي الحلاني بوصته العذب في هذه الأغنية اللبنانية التي تحقق إنتشاراً واسعاً منذ طرح الألبوم في الأسواق العربية: “الدنيي كلاّ عم تتغير والوضع مكهرب ومحير إلاّ قلبي ما بيتأثر باقي على حبّك باقي …

الوضع مولّع كلّو نار لحظة بلحظة في أخبار وأنا باقي رغم اللي صار إرسم إسمك عاوراقي”.

عالالا: يعيد عاصي الحلاني في هذه الأغنية مرّة جديدة اللّون الجبلي اللبناني إلى الواجهة لكن مع إضافات موسيقيّة في الجمل اللحنية التي وضعها الملحن طارق أبو جودة فقدّم من خلالها التجدّد للأغنية اللبنانية على الكلمات التي صاغ فيها العاصي إلى جانب طارق حالة شعريّة فريدة.

أما فيما يخصّ التوزيع الموسيقي في هذه الأغنية، فقد تغلّب داني حلو من خلاله على نفسه وقدّم هذا اللّون الموسيقي التراثي بصورة جديدة ومختلفة عن التي إعتدنا سماعها.

هنّي وغنّي: واحدة من أكثر الأغنيات إختلافاً إن كان من ناحية الموضوع المميز الذي يطرحه عاصي الحلاني فيها وصاغه مارسيل مدوّر، أو من ناحية الألحان التي أبدع فارس الأغنية اللبنانية والعربيّة في وضعها.

لا شكّ أن هذه الأغنية ستحقق إنتشاراً واسعاً خلال الفترة المقبلة وخاصةً في بلدان الخليج العربي، حيث يقدّم فيها الفارس اللّهجة البيضاء الخليجية، وأجمل ما ينطق من كلمات فيها: “نصيبي إمن ونقّيتك نصيبي ولا قبلك ولا بعدك غوالي”.

واعيني: أغنية ثقيلة في مستواها الموسيقي والفني، قدّمها فارس الغناء العربي بطريقته الخاصة، فمسح فيها كل نسخاتها السابقة وثار من خلالها على المواويل بصوته الذي يحمل في أوتاره الشجن والعشق معاً فخرج كالسهم يصيب القلب ويحدث فيه ما يريد من دبحات الحزن والحبّ وهذا ما يميّز صوته ويضعه في مكان بعيد ومختلف عن غيره.

يا طير: وهي الأغنية التي قدّمها عاصي الحلاني منذ أشهر من الفولكلور العراقي وحققت حينها نجاحاً وإنتشاراً واسعياً بين محبّيه في مختلف الدّول العربيّة.

لوين تروح: وقد أصدر فارس الغناء العربي هذه الأغنية على طريقة السينغل منذ أشهر عن شركة روتانا مترافقةً مع عرض فيديو كليب خاص بها، حقق نجاحاً كبيراً وإحتل المراكز الأولى منذ طرحه وحتى اليوم بين الأغنيات المصوّرة.

assi4

ميلي بعلبكي: من أجمل الأغنيات اللبنانية التي قدّمها عاصي الحلاني بصوته وأيضاً أطلقها منذ فترة وحققت نجاحاً كبيراً وخاصةً في صفوف جمهوره اللبناني العريض.

يا سيدي: أغنية جديدة يوقع ألحانها عاصي الحلاني على قصيدة من شعر غازي نصر فيشكلان معاً ثنائي متجدّد يثور على الفنّ العربي ويطلق أجمل ما في الأغنيات والإصدارات الغنائية.

فهذه الأغنية مختلفة ومميزة من كافة النواحي، يحتار المستمع تحديد جماليتها فيتّفق عليها الصغير والكبير، وقد أبدع في وضع توزيعها الموسيقي كلٌ من عادل عايش وبودي نعوم، فخرجت بصوت العاصي الذي تنحني أمامه صخورٌ على حيلها إلى لائحة الـ Hits مباشرةً.

من أجمل ما يمسّ المستمع من إحساس في هذه الأغنية:

“يا سيّدي إمرأة أنا من عمق العشق قادمةٌ في بحر الحبّ عائمةٌ ومن خلال شمس أحزاني وأشجاني نسيت إسمي وعنواني”.

ليلة هوا: من المتعارف عليه على الساحة الفنيّة أن كل نجم يتميّز بلون موسيقي وغنائي معيّن، قد يقدّم غيره لكن يبرع فيه وينتظره منه الجمهور أكثر من غيره، أما مع عاصي الحلاني فيختلف الموضوع، حيث أن المستمع يحتار بتحديد لون موسيقي يناسب صوته أكثر، فالأنماط على حيلها تجتمع بين أوتاره ويقدّم أجمل أداء في كل منها فيبرع ويتربّع على عرش التألق.

وهذه هي الحالة مع أغنية “ليلة هوا” حيث نجح من خلالها فارس الغناء العربي في وضع الإحساس والرومانسية معاً بإمرة صوته الشامخ. هذا وبحث في واحداً من أكثر مواضيع الحبّ والعشق صدقاً، فمسّ قلوب كل من وقع سمعه تحت هذه الأغنية فعلق بها ووجد نفسه لا يفلح في الإنتقال إلى غيرها.

يذكر أن هذه الأغنية كتب كلماتها الشاعر الغنائي مارسيل مدوّر، لحّنها العاصي بنفسه ووضع توزيعها الموسيقي ناصر الأسعد.

في نهاية هذه القراءة لا يسعنا القول سوى أن فارس الغناء العربي عاصي الحلاني أستاذ في إختياراته التي تصيب، فينوع بصوته في الألوان ويجول على الأنماط الموسيقية كافة وينجح في إيصال ما يريده من إحساس إلى المستمع الذي لا يسعه سوى أن يكون وفياً لفنّه الصادق.

فعاصي الحلاني فارس الساحة الفنية، ترتقي معه الأغنية إلى أعلى درجات التألق، التميّز والنجاح فيلوّن ويزيد إرث الموسيقى العربيّة مع كل عمل غنائي يقدّمه …

إلى الأعلى