أخبار عاجلة
“نتفليكس” تمهد للاستحواذ على السوق الفرنسي

“نتفليكس” تمهد للاستحواذ على السوق الفرنسي

متابعة بتجــــــــــرد: روت الصحافية البريطانية كاترين بينيت أن المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة نتفليكس ريد هاستينغز شبَّه البث التلفزيوني التقليدي باستخدام الخيول وسيلة للنقل في هذا العصر، وتوقع في مؤتمر عقد في برلين عام 2015 تراجع التلفزيون التقليدي، وازدياد الاقبال على “التلفزيون تحت الطلب”، وراح يشرح مزايا تلفزيون الإنترنت… ثم تساءلت بينيت عن سبب اطلاق قناة “نتفليكس دايركت” الخطية في فرنسا؟!

ان مسار نتفليكس يوحي بالإجابة على سؤال بينيت.

عندما اقدمت الشركة عام 2007 على تقديم خدمة البثّ عبر الإنترنت، قال الشريك المؤسس للشركة ميتش لو: “إن نجحنا في الوصول إلى سبعة ملايين مشترك، فسيكون الأمر رائعا”. تطورت نتفليكس بسرعة صاروخية، وفي أكتوبر الماضي كان لديها 195 مليون اشتراك مدفوع، منها 73 مليونا في الولايات المتحدة.

واصدرت الشبكة في نهاية يناير الماضي سلسلة حلقات وثائقية بعنوان “الوباء”، ركزت بشكل خاص على الإنفلونزا الأسبانية، وتزامن عرضها مع ظهور جائحة كورونا، فارتفعت نسب المشاهدة، وازدهرت نتفليكس في زمن الجائحة.

وفي السادس من نوفمبر، اطلقت نتفليكس قناة “نتفليكس دايركت” في فرنسا، وهي قناة تقليدية تبث الأفلام والمسلسلات، من كتالوج الشبكة الخاص، وفقاً لجدول زمني محدد، على مدار الساعة، ولا يمكن مشاهدتها الا بجهاز كمبيوتر! لماذا؟

في الإجابة على سؤال بينيت، انطلق البعض من اعلان نتفليكس القائل: “بدلاً من اختيار ما تريد مشاهدته، ما عليك سوى بدء المشاهدة”، فرأت ماري فرانس شامبات هويلون مديرة الدراسات في الاتصال والإعلام بجامعة السوربون نوفيل ان نتفليكس التي بدأت بتقديم المحتوى من كتالوجها، ثم راحت تنتج المحتوى الخاص بها، أصبحت الآن مبرمجا تلفزيونيا، “لم يعد الأمر يتعلّق بإتاحة الوصول إلى المحتوى، بل بإدارة وقت المشاهدة وكيفيتها”.

تختار “دايركت” للمشاهد ما يشاهده، وهذا يفتح الباب لاحتمالات منها استخدام “دايركت” أداة ترويجية للمحتوى الضعيف، او لجس نبض الجمهور. واشارت هويلون الى أنه يمكن استخدام “دايركت” في المستقبل لتحويل بث الحلقات المرتقبة بشوق إلى حدث محدد الوقت يجمع المشاهدين.

وقال فرنسوا جوست مدير مجلة “التلفزيون” وأستاذ علوم المعلومات: “كنا في فرنسا ننتظر أحدث حلقة من مسلسل “التاج” بفارغ الصبر، حين أعلنت نتفليكس عن اليوم الذي ستعرضه فيه. الإنترنت يشتت الجمهور، لكن التلفزيون يوحده”.

ونبهت هويلون الى ان “دايركت” ربما تكشف سعي الشبكة الى إبعاد جزء من الجمهور عن القنوات التقليدية في فرنسا، وان إطلاق القناة في أثناء الإغلاق الثاني للبلد يعني البدء بالفعل بجني بعض الفوائد.

ورأى فريديريك مبتكر البودكاست باللغة الفرنسية أن “دايركت” جزء من استراتيجية توسع في فرنسا: “ربما أدركوا أنهم وصلوا إلى الحد الأقصى المأمول من عدد المشتركين”.

و”دايركت” وسيلة لجذب اهتمام نوع مختلف جداً من الجمهور. في يناير 2020، كان لدى نتفليكس 6.7 ملايين مشترك في فرنسا.

إذا تم تصنيف “دايركت” قناة تلفزيونية مستقلة، فيمكن تضمينها في الحزم التلفزيونية لشركات الاتصالات، ما يسمح للشركة بالاستحواذ على جزء آخر من السوق الفرنسي، يتمثل في الذين يشاهدون التلفزيون من خلال مزود الاتصالات الخاص بهم وليس عبر الإنترنت، اضافة الى مزايا أخرى.

إلى الأعلى