أخبار عاجلة
“ذكريات قاتل”.. قصة حقيقية تنبأت بما يحدث في أمريكا الآن

“ذكريات قاتل”.. قصة حقيقية تنبأت بما يحدث في أمريكا الآن

متابعة بتجــــــــرد: تردد صدى المظاهرات المناهضة لوحشية الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم، وانطلقت مسيرات داعمة من لندن وحتى بكين، خاصةً في الأماكن التي يقل فيها الثقة بالحكومة بسبب سوء التعامل مع فيروس كورونا (كوفيد-19).

ومع انتشار المظاهرات، التفت الجمهور إلى فيلم Memories of Murder (ذكريات قاتل) للمخرج الفائز بالأوسكار بونج جون هو، نظرًا للتشابه الكبير بين أحداثه ومظاهرات أمريكا حاليًا، وفقًا لموقع “ذا نيوز لينز” الكوري.

يتناول الفيلم تحقيق شرطي ريفي يدعى “بارك” في جرائم قتل واغتصاب حدثت عام 1986 في ظل الأحكام العرفية في كوريا، حيث يسرد الفيلم قصة قاتل ومغتصب متسلسل لها خلفية تاريخية.

في الفيلم، يهتم المحقق بارك ومساعده شوي ونج بإغلاق القضية ونيل دعاية جيدة أكثر من إلقاء القبض على القاتل الحقيقي، مما يدفعهما إلى تعذيب المشتبه فيهم للإدلاء باعترافات مزيفة.

تستمر سلسلة الموت بتزايد أعداد الضحايا النساء، بينما يقدم المحققان على إخفاء وإتلاف أي أدلة من شأنها المساعدة في إيجاد القاتل الحقيقي، إلى أن تذهب امرأة مقربة للمحقق “بارك” ضحية جرائم القاتل المتسلسل.

ويأخذ التحقيق مجرى مختلفًا، عندما ينضم إلى فريق البحث الجنائي، الشرطي سيو تاي يون من العاصمة سيول، الذي يثبت براءة المتهمين، ويقرر البحث عن المتهم الحقيقي؛ فينقلب الفيلم على دراما نفسية مشوقة تشبه الفيلم الأمريكي ” Se7en – سفن”.

تتابع أحداث الفيلم بفشل المحققين في اكتشاف القاتل، ومشهد تلو آخر يسفر عن تباطؤ المحققين في حل اللغز، رغم إمكانية كشفهم القاتل مبكرًا في حالة تجنب إتلاف الأدلة أو عدم ترويع الشهود وتعذيب المتهمين.

في هذه الأوقات تتجسد أهوال الواقع في فيلم “بونج جون”، إذ يتضح غياب الثقة في عناصر الشرطة، إلى حد تشاجر الريفيين مع محققي الشرطة أحيانًا، إضافة إلى فشل السلطة المحلية في فرض حظر قبل ارتكاب جريمة قتل واغتصاب جديد لأن كل قوى الشرطة تم توجيهها لقمع المظاهرات المؤيدة للديمقراطية.

مع انتشار المظاهرات يصبح من الواضح أن استقرار النظام السياسي يقوم على أمن وسلامة المواطنين، وهذه هي الرسالة التي يهدف الفيلم لإيصالها.

ولاقى فيلم “ذكريات قاتل” إشادة كبيرة فور طرحه عام 2003، ولا عجب في ذلك، إذ مثلت هذه الفترة بزوغ حكم رئيس كوريا الجنوبية روه مو هيون، والشك حول دور الإدارة الأمريكية، والحكومة ودورها في الإصلاح والانتهاكات التي تحدث.

ومثل كل أفلام “بونج جون” لا ينتهي الفيلم نهاية سعيدة وإنما واقعية، إلا أن نجاحه ساهم في إعادة التحقيق في القضية وإلقاء الشرطة القبض على القاتل الحقيقي لي شون جاي.

إلى الأعلى