أخبار عاجلة
في ذكرى رحيل الست.. رجال أثّروا في حياتها وهاموا في حبها

في ذكرى رحيل الست.. رجال أثّروا في حياتها وهاموا في حبها

متابعة بتجـــــــــرد: منذ 45 عاماً، رحلت أم كلثوم، تاركة خلفها إرثاً كبيراً من الغناء والفن الأصيل. هذا الإرث ما زال حاضراً بقوة، ويزداد معجبيه يوماً بعد يوماً.

أم كلثوم التي ولدت عام 1898، عاشت حياتها للفن والغناء، وتمتعت بصوت قوي جذَب جمهور من كل بلاد العالم العربي، ما جعل يوم وفاتها حدثاً مؤلماً، فكان مشهد وداعها مهيباً.

هذا التاريخ الفني الطويل، والحافل بالإنجازات، شهد تواجد الكثير من الأشخاص في حياة الست، ساندوا أم كلثوم، وساعدوها في تقديم صوتها الشجي بألحان ساحرة. منهم من كتب لها الأشعار، ومنهم من لحّن هذه الأشعار.

في التالي نتعرف إلى رجال أثروا في حياة الست، وساهموا في ترسيخ حقبة كبيرة من الفن المصري الأصيل.

أحمد رامي

كان الشاعر أحمد رامي عاشقاً لأمرين هامين طوال حياته، كتابة الكلمات الرنانة، وحب أم كلثوم الذي لم ينطفئ داخله، وانعكس على أكثر من 100 قصيدة كتبها وقدمها لها. شَدَت بأغلبها على المسرح أمام الجمهور فتُطرِبهم، وفي الوقت نفسه، تزيد من حرارة الحب في قلب رامي.

من منا لم يسمع أم كلثوم وهي تغنّي كلمات رامي بألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب: “وعمري ما أشكي من حبك مهما غرامك لوعني”. هذا البيت من قصيدة “إنت الحب”، كان شاهداً على المشاعر الجياشة التي اجتاحت أحمد رامي.

استمر هذا الولع سنوات طويلة، أنجز خلالها الثنائي الفني كثيراً من الأغنيات والقصائد، من بينها “هجرتك”، “حيرت قلبي معاك”، “اذكريني” “غلبت أصالح “، “يا ظالمني”، “جددت حبك ليه”. وبعد وفاتها، كتب رامي في رثائها قصيدة تقول في مطلعها: “ما جال في خاطري أنّي سأرثيها.. بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها”.

زكريا أحمد

 

يُعدّ الشيخ زكريا أحمد، أحد أهم رموز الموسيقى العربية، ذاع صيته قارئاً للقرآن ومنشداً. اكتشف صوت أم كلثوم منذ صغرها، وساعدها على صعود أولى درجات سلم الشهرة والغناء، بعد أن عَشِقَ صوتها وألهمهُ كثيراً.

رغم العلاقة الممتدة بين زكريا أحمد وأم كلثوم، وقع خلافٌ طويل بينهما، أدى نشوء فترة خصام امتدت إلى 13 عاماً، بسبب خلاف على حقوق الملكية الأدبية لكتاباته، وتقاضيها أموالاً من الإذاعة المصرية عن هذه الأغنيات، من دون مشاركتها معه بنسبة مرضية.

بعد سنوات من النزاع أمام المحاكم، تصالحا، وتنازل زكريا عن حقه، مقابل تقديم ثلاثة ألحان موسيقية لها خلال عام. كانت العودة بتلحينه قصيدة “هو صحيح الهوى غلاب” للشاعر بيرم التونسي. لكن الشيخ زكريا توفي بعد إذاعتها بشهرين.

على مدار سنوات الرضا والاتفاق، لحّنَ زكريا لأم كلثوم الكثير من الأغاني و”الطقطوقات”، “برضاك يا خالقي”، “عادت ليالي الهنا”، “أنا في انتظارك”، “أهل الهوى”، “عن العشاق”.

بيرم التونسي

 

كان بيرم التونسي هو الشاهد الأخير على إبداع أم كلثوم وزكريا أحمد، كما كان لقائه الأول بها عن طريق ملحن الطقطوقات الراحل، بطلب من أم كلثوم، وتم التعارف بينهما، واتفقا الثلاثي على العمل معاً.

أول أعمال بيرم الغنائية مع أم كلثوم، كان في أبريل عام 1941، بتأليف أغنية “أنا وأنت”، ثم “كل الأحبة” وأغنية “الآهات” التي ترددت أم كلثوم في غنائها، لولا إقناع الشيخ زكريا أحمد لها.

بعد نجاح أغنية “الآهات” التي استقبلها الجمهور باحتفاء كبير وتصفيق حاد، سلمت أم كلثوم لبيرم وقدما سويا الكثير من الأعمال الخالدة أبرزها “أنا في انتظارك”، “غنيلي شوي شوي”، “يا صباح الخير ياللي معانا”، “الحب كده”، “القلب يعشق”.

محمد القصبجي

بلا كللّ أو ملل، جلس الموسيقار محمد القصبجي على كرسيه في مكانه الشهير، خلف أم كلثوم على المسرح طوال 43 عاماً، عشقها سراً، لكن حبه لم يكن خفياً على أحد.

هذه المشاعر لم تكن متبادلة، ورغم اعتماد أم كلثوم عليه، إلا أنها لم تتجاوز علاقتها بالقصبجي التي لقبته بـ “قصب”، وكان هو يحبها ويغار عليها، لكنه فضل البقاء بجوارها، عازفاً للعود في فرقتها، ولدرجة هيامه بالست، لم يثنه زواجها من غيره عن حبّها.

تعرّف القصبجي بسوما، وهو لقب أم كلثوم، حينما كانت تنشد قصائد المديح في الموالد والمناسبات العامة. قرّر وقتها تبنيها فنياً، وقدم لها أغنية “قال حلف مايكلمنيش”، حتى أنه أسس لها فرقة تخت شرقي تصاحبها في الحفلات.

لَحنَ القصبجي العديد من الأغنيات لأم كلثوم، كان أعظمها “رق الحبيب”، “ياصباح الخير ياللي معانا”، “حرمت أقول بتحبيني”، “العيد”، “مادام تحب بتنكر ليه”. لكنه القصبجي الفنان، أحسّ رغبتها في التجديد والاستعانة بملحنين آخرين، مثل رياض السنباطي ومحمد الموجي، فجرحَت مشاعره وقرر أن يكتفي بالعزف خلفها.

إلى الأعلى