أخبار عاجلة
“زواج فيريدا”.. فيلم إيطالي عن “تسمين عرايس” موريتانيا

“زواج فيريدا”.. فيلم إيطالي عن “تسمين عرايس” موريتانيا

متابعة بتجـــــــــــرد: في فيلمها الجديد الذي يُعرض حاليا في قاعات السينما الأوروبية، تتناول المخرجة الايطالية ميشيلا أوكشيبينتي تقاليد الزواج في موريتانيا وعادة تسمين الفتاة قبل موعد الزفاف. في المشهد الأول من فيلم “زواج فيريدا” تظهر سيدة وهي تضع بعناية قدرا من الحليب بالقرب من سرير ابنتها.

في ظرف بضع ثوان، يكتشف الجمهور الكثير من الاشياء التي تخص علاقة معقّدة بين الأم وطفلتها، فهناك من يرى أن هذا السلوك هو عناية فائقة من أم لطفلتها، وهناك من يراه عنفا رمزيا.

لم تعد فيريدا طفلة، لقد أصبحت فتاة شابة ومع بداية أحداث الفيلم، يجري إبلاغها بأنها موعودة للزواج برجل من دون أخذ رأيها؛ لذلك عليها أن تشرع في الخضوع لطقس “التسمين” حتى تكسب عشرين كيلو غراما أخرى، يعتقد المحيطون بها أنها تنقصها، ليكتمل جمالها في ليلة العمر.. “ستكون مثلما تريد”…هكذا وعد الوالدان الزوج الجديد، لدى اولى زيارة له للعائلة في نواكشوط (العاصمة الموريتانية)، التي تدور فيها احداث الفيلم، الذي يمتد على طول ساعة و34 دقيقة.

أخذت المخرجة الايطالية ميشيلا أوكشيبينتي كامل وقتها للتحقيق في هذه الظاهرة، التي لم يسبق تناولها في السينما العالمية، رغم انها لا تزال متفشّية في موريتانيا، وتخص 40 في المئة من نسائها، وفق تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية.

خضعت الممثلة الرئيسية وغير المحترفة فيريدا بيتا احمد ديش للتسمين في هذا الفيلم الطويل، ومع تقدّم الأحداث يجري توصيف العادة بشكل دقيق، حيث يزيد عدد الوجبات الغذائية التي تقدم للعروس مع اقتراب موعد الزفاف، لتصل إلى عشر وجبات يوميا، وهي عبارة عن خليط من اللحم والبقوليات ومشتقات الحليب، التي يجري تزيينها بعناية حتى تلتهمها العروس، وتتحوّل الى كتل عضلية تروق زوج المستقبل.

ليست قصة قديمة تبرز أهمية الفيلم في مشاهده وفي جمالية صوره، وايضا في المكان الذي صوّرت فيها، فبدل ان تقوم المخرجة بتصويره في الريف وتعطي انطباعا بان الامر يتعلّق بعادة قديمة في طريقها للزوال، قامت بوضع كاميرتها في مدينة كبيرة تتمتع فيها فيريدا ببعض الاستقلالية.

بخمارها، ولباسها العريض الذي يخفي ملامح جسدها، تعمل فيريدا في صالون تجميل وتتقاسم الكثير من اللحظات الجميلة مع افضل صديقاتها، إحداهن شابة سوداء متفتحة على الطريقة الغربية والأخرى طالبة محجّبة تحلم بالسفر الى القاهرة.

التسمين هو اثبات جسدي، تتسابق من خلاله النساء على اكتساب الوزن في موريتانيا، حتى من خلال تناول حبوب وادوية، ما قد يعرّضهن لخطر مواجهة مشاكل في القلب. وتظهر في الفيلم بعض الفتيات وهن مستمتعات بهذا الطقس، حيث يتجمعن خلال ايام الاعياد للحديث عن هذا الموضوع وموضوعات أخرى.

إلى الأعلى